اللغة العربية تنادي أبناءها
رجـعت لنفسـي فاتهمـت حصــاتي وناديت قومـي فاحتســــبت حياتي
رموني بعقمٍ في الشــباب وليــتني عقمـت فـلــم أجـزع لقـــول عـداتي
ولدت ولما لـم أجـــد لعـرائســــــي رجـــالاً وأكــفــاءً وأدت بــنـاتــــي
وسعـت كـتاب الله لفــظـاً وغـايــةً وما ضــقت عــن آي بـه وعـظـات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ وتنســـيقِِ أســـمــاءٍ لمختـرعات ؟
أنا البحـر في أحشـائه الدر كـامنٌ فهل سألوا الغـواص عن صدفاتي؟
أرى لرجـــال الغـرب عزاً ومنعـةً وكـــم عــز أقـــوامٌ بــعــز لــغــات
أيطربكم من جانب الغرب نــاعبٌ ينـادي بـوأدي في ربـيـع حـيـاتي
سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً يعــــز عـلـيـهـا أن تلـيـن قـنـاتـي
حفظن ودادي في الــبلى وحفظته لـهــن بـقلــبٍ دائـــم الــحســرات
ديوان حافظ ابراهيم
__________________