باسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين وبعد:
فلقد أردت أن أتطرق إلى مظهر من مظاهر الغبن للمواطن الجزائري علني أجد آذانا صاغية لدى بعض أولي الأمر الغيورين على هذا الوطن وعلى أهله فيهبون إلى معالجة الداء بعد استفحاله. و يتمثل هذا الأمر في الإستغلال الذي يتعرض له الجزائري في شتى مجالات حياته. و فيما يلي سأتكلم على جانب واحد من جوانب هذا الإستغلال حتى يتسنى لنا الخوض في جوانب أخرى في مواضيع لاحقة بإذن الله تعالى.
لقد عانى و يعاني الجزائري في أيامنا هذه من شتى مظاهر الغلاء و الأدهى في الأمر أن الدولة و في كل مرة تنفي بأن لها صلة بهذه الزيادة من غير اتخاذ الإجراءات الرادعة لمثل هذه الأفعال و هؤلاء المتسببين فيها بحيث يبقى المواطن وحده يتخبط تائها ماذا عساه يفعل؟ فلا الأجر يكفيه و لا من يفترض بهم حمايته و حماية قدرته الشرائية يفعلون ما هو منوط بهم. و نسمع من هنا و هناك بأن أحدهم ممن يتحكمون " بأرزاق الناس"، يهدد برفع الأسعار إن لم ترضخ الدولة إلى مطالبه و قد نسي هذا الأخير وأمثاله كثيرون بأن الأموال التي أصبحوا يسيطرون بها على أرزاقنا و يهددون بها دولتنا ما هي إلا أموالنا، أموال الجزائريين الذين يعانون يوميا من أفعال هؤلاء الذين منحت لهم قصد استثمارها والنهوض بالبلاد و خدمة العباد فما كان منهم إلا أن نهضوا بأنفسهم و قهروا شعوبهم. مثل هؤلاء لا يهمهم كيف نعيش ما دامت جيوبهم تنتفخ بأموالنا و لا يدخرون جهدا في إفقارنا حتى لا يتسنى لنا منافستهم فيما هم فيه من الثراء و لكنهم لا يعلمون تعففنا عن مثل ما هم فيه. فثراؤهم ملطخ بآهات الناس و عرقهم... فإلى متى تبقى أموالنا تسلب منا بشتى الأوجه؟ مرة تمنح لمستثمر فيستقوي علينا، مرة بضريبة كذا وكذا و أخرى بالزيادة الغير مبررة في الأسعار...
ألا يحق لنا أن نتساءل هل من يفعل ذلك يحس بمسؤولية تجاهنا أم أن عمرا لا يسأل سوى عن بغلته ؟
[b]