بسم الله الرحمن الرحيم
حدّث الرّبيع بن سليمان قال: كنا عند الشّافعي إذ جاءه رجل برقعة فنظر فيها و تبسم، ثمّ كتب فيها و دفعها إليه، قال: قال: فقلنا يُسأل الشّافعي عن مسألة لا ننظر فيها وفي جوابها؟ فلحقنا الرّجل و أخذنا الرّقعة فقرأناها، فإذا فيها:
سل المفتي المكّيّ هل في تزاور ------- و ضمّة مشتاق الفؤاد جناح
قال: و إذا إجابة أسفل من ذلك:
أقول: ما عاذ الله أن يذهب التّقى ------ تلاصق أكباد بهنّ جراح
قال الرّبيع: فأنكرت على الشّافعي أن يفتي لحدث بمثل هذا فقلت: يا أبا عبد الله، تفتي بمثل هذا شابّا؟ فقال لي: يا أبا محمّد هذا رجل هاشمي قد عرّس هذا الشّهر – يعني شهر رمضان – و هو حدث السنّ، فسأل هل عليه جناح أن يقبّل أو يضمّ من غير وطء؟ فأفتيته بهذه الفتيا. قال الرّبيع: فتبعت الشّاب فسألته عن حاله فذكر لي أنّه مثل ما قال الشّافعي، فما رأيت فراسة أحسن منها