كثرت التفسيرات و التأويلات التي تتحدث عن خرجات الدجال و معانيها
حيث تعددت النصوص التي تبين أماكن خروجه فتارة من خرسان و أخرى من أصفهان و مرتا من العراق و أخرى خلة بين الشام و العراق
و الصحيح أن الأمر لا لبس فيه أن شاء الله
فكل هذه المسميات هي لمسمى واحد أو على أبعد تقدير هي لمناطق متجاورة جدا
فالعراق ثلاث مناطق , العراق الأول و الثاني و عراق العجم الذي يضم الأهواز و أصفهان و أجزاء من خرسان و الله أعلم و بجميع الأحول
و حتى لو كانت هذه المناطق مختلفة و غير متجاورة فالأمر بخصوص خروج الدجال منها أمر لا لبس فيه فهو يخرج من هذه الأماكن بحالات و فترات مختلف و دعونا نبين كيف يكون ذلك
أولا : الدجال يعيش مقيدا في جزيرة من جزائر البحر في الشرق من المدينة كما أشار لذلك رسولنا صلى الله عليه و سلم و هذا المقام دائم للدجال حتى يأذن الله بخروجه فيسيح في الأرض أربعين يوم ,,يوما كسنة و يوم كشهر و يوما كجمعة و بقية أيامه كاليوم الطبيعي
ماذا يفعل الدجال إذا خرج ؟؟؟
الدجال كشخص لا يساوي شيء بدون أنصاره فهو دجال من الدجاجلة الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بحاجة إلى أنصار و معاونين لتحقيق مأربه و لتتم سطوته ,, لذلك سيكون على الدجال في اليوم الأول من خروجه مهمة شاقة
آلا و هي تجميع الناس حوله من أجل قتال المؤمنين فهو كرجل لا يستطيع ذلك و لا حتى قتل البعض منهم
لذلك فخروجه الأول سيكون في الأماكن القريبة من مكان أقامته في الجزيرة و سيتركز اهتمامه على شرار الخلق و كفارهم بعيدا عن مركز الدولة في الشام و الأماكن المحصنة منه كمكة و المدينة
لذلك تراه يسعى في الأرض فلا يترك منهل من مناهل الماء و هو كناية عن أماكن تجمع البشر إلا و يقصده ليجمع حوله المنافقين و الكفرة
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السادس 2 2934 الصحيح
( أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا وقد أنذره أمته ، وإنه فيكم أيتها الأمة ، وإنه جعد آدم ، ممسوح العين اليسرى ، وإن معه جنة ونارا ، فناره جنة وجنته نار ، وإن معه نهر ماء ، وجبل خبز ، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ، لا يسلط على غيرها ، وإنه يمطر السماء ولا تنبت الأرض ، وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل ، وإنه لا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، ومسجد المقدس والطور ، وما شبه عليكم من الأشياء ، فإن الله ليس بأعور ( مرتين ) .
فيجمع حوله شذاذ الأفاق و المنافقين و على رأسهم يهود أصفهان حيث هناك سيتجمع من بقي من اليهود بعد نجاتهم من المسلمين في فتح القدس
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السابع 1 : ( 3080 ) ( الصحيحة )
يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا ، عليهم الطيالسة
***
و السؤال هنا لماذا يتجمع اليهود في أصفهان؟؟ بعد طردهم و تقتيلهم في بيت المقدس
لهذه البقعة مكانة خاصة عند اليهود
قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان
كانت اليهودية من جملة قرى أصبهان وانما سميت اليهودية لأنها كانت تختص بسكنى اليهود قال ولم تزل على ذلك الى ان مصرها أيوب بن زياد أمير مصر في زمن المهدي بن المنصور فسكنها المسلمون وبقيت لليهود منها قطعة منفردة
و قد أورد أبو نعيم قصة نذكرها للاستئناس و لعل لليهود علم بأن ملكهم الدجال سيخرج بهم من هذه المنطقة
مجمع الزوائد ج: 7 ص: 338
وعن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال ما يبكيك قلت يا رسول الله ذكرت الدجال فبكيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يخرج كفيتموه وإن يخرج بعدي فإن ربكم عز وجل ليس بأعور إنه يخرج من يهودية أصبهان حتى يأتي المدينة فينزل ناحيتها ولها يومئذ سبعة أبواب على كل نقب منها ملكان فيخرج إليه شرار أهلها حتى يأتي الشام مدينة فلسطين بباب لد قال أبو داود مرة حتى يأتي مدينة فلسطين فينزل عيسى بن مريم عليه السلام فيقتله ويمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عدلا وحكما مقسطا رواه أحمد ورجاله رجال الحضرمي بن لاحق وهو ثقة وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال من زفر أصبهان رواه أحمد وأبو يعلى وزاد معه سبعون ألفا من اليهود عليهم السيجان من رواية محمد بن مصعب عن الأوزاعي وروايته عنه جيدة وقد وثقه أحمد وغيره وضعفه جماعة وبقية رجالهما رجال الصحيح ورواه الطبراني في الأوسط كذلك
أخرج أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان ما يؤيد كون بن صياد هو الدجال فساق من طريق شبيل بمعجمة وموحدة مصغرا آخره لام بن عرزة بمهملة ثم زاي بوزن حصول عن حسان بن عبد الرحمن عن أبيه قال لما افتتحنا أصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ فكنا نأتيها فنمتار منها فأتيتها يوما فإذا اليهود يزفنون ويضربون فسألت صديقا لي منهم فقال ملكنا الذي نستفتح به على العرب يدخل فبت عنده على سطح فصليت الغداة فلما طلعت الشمس إذا رهج من قبل العسكر فنظرت فإذا رجل عليه قبة من ريحان واليهود يزفنون ويضربون فنظرت فإذا هو بن صياد فدخل المدينة فلم يعد حتى الساعة
إذن فالدجال يبدأ بمن يظن نصرتهم له حتى إذا أجتمع له العدد المناسب خرج على الناس يبطش بهم
و قد وردة بعض الآثار التي تحكي أن الدجال أول خروجه يدعي النبوة ثم الألوهية و ذلك لحديث الرسول صلى الله عليه و سلم
سنن أبي داود أول كتاب الملاحم 4333 ( صحيح )
حدثنا عبد الله بن مسلمة ، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله
و المسيح دجال من هؤلاء و هو أخرهم
ثم يلجأ الدجال لأسلوب أخر و هو أسلوب الترغيب فمن صدقه أطعمه و سقاه و من كذبه تركه و شأنه ممحلا لا طعام عنده
و قد ورد في كتاب السنن الواردة في الفتن ج: 6 ص: 1180
حدثنا ابن عفان قال حدثنا أحمد قال حدثنا سعيد قال حدثنا نصر قال حدثنا ابن معبد قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي قال يخرج الدجال فيتبعه قوم فيقولون نحن نشهد أنه كافر وإنما نتبعه لنأكل من طعامه ونرعى من شجره فإذا نزل غضب الله نزل عليهم جميعا
و يشهد لهذا النص
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2252
إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزي بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فأثبتوا قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين
لاحظوا يدعوهم فإذا لم يستجيبوا له أنصرف عنهم دون أن يحاربهم أو يقتلهم
ثم يكثر أنصار الدجال فيحدث تغيرا في دعوته فقد انتهى زمن الدعوة بالسلم و آن الأوان لتكون الدعوة بالسيف فيخرج و أنصاره اليهود و المنافقين فيحاصروا المدينة فيحاول الولوج إليها فلا يستطيع
فيخرج الله إليه المنافقين و المنافقات و تتخلص المدينة من رجسهم
ثم يحاصر المسلمين في الشام و تحدث أثناء الحصار القصة المشهورة و هي خروج الرجل الصالح للدجال و تكذيبه له
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2256
حدثني عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن حميد وألفاظهم متقاربة والسياق لعبد قال حدثني وقال الآخران حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه
و في عبارة فلا يسلط عليه دليل على أن ما قام به الدجال من إماتة الرجل و إحياءه بإذن الله لم تكن من قبيل الخدع بل كانت تمكين له بذلك من الله
2938 حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاد من أهل مرو حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له أين تعمد فيقول أعمد إلى هذا الذي خرج قال فيقولون له أو ما تؤمن بربنا فيقول ما بربنا خفاء فيقولون اقتلوه فيقول بعضهم لبعض أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه قال فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيأمر الدجال به فيشبح فيقول خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول أو ما تؤمن بي قال فيقول أنت المسيح الكذاب قال فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له قم فيستوي قائما قال ثم يقول له أتؤمن بي فيقول ما ازددت فيك إلا بصيرة قال ثم يقول يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما قذفه إلى النار وإنما ألقى في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أعظم الناس شهادة ثم رب العالمين
لاحظوا أنه قد أصبح للدجال مسالح و معسكرات و لاحظوا حرص الدجال على إقناع أنصاره بألوهيته
ثم تأتي المرحلة الأخيرة و هي حصار المؤمنين و خليفتهم بالشام و التي يفسد فيها الدجال أيما إفساد و تنتهي بنزول عيسى عليه السلام و قتله للدجال ثم قتال المسلمين لأتباعه من اليهود و المنافقين
و هنا لا بد من الإشارة إلى أنه ستكون هناك مواجهات بين أنصار الدجال و المؤمنين حيث يكون لبني تميم اليد الطوله في ذلك حيث وصفهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بأنهم
أشد الناس نكاية بالدجال و هذا لا يكون إلا بقتلهم لأصحابه و لا يكون هذا بعد موته بل قبل موته لأنه لو كان بعد موته لما كان في ذلك نكاية به
و هؤلاء المؤمنين من بني تميم و من معهم من المؤمنين هم الطائفة المنصورة
في ذلك الوقت
صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 231
9 أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه الأم
وعن أبي هريرة ، قال: "" ما زلت أحب بني تميم منذ ثلاث ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيهم ، سمعته يقول: "" هم أشد أمتي على الدجال "" قال: وجاءت صدقاتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "" هذه صدقات قومنا "" وكانت سبية منهم عند عائشة ، فقال: "" اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل "" ( متفق عليه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ